واصل الذكاء الاصطناعي (AI) إحداث ثورة في قطاع الخدمات المالية والمصرفية، حيث تعتمد المؤسسات المالية بشكل متزايد على هذه التقنية لتحسين الكفاءة التشغيلية، تعزيز تجربة العملاء، وتقوية استراتيجيات إدارة المخاطر. فيما يلي نظرة على أبرز التطبيقات والمستجدات في هذا المجال:
1. تعزيز خدمة العملاء عبر المساعدات الذكية
تستخدم البنوك تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل روبوتات الدردشة والمساعدات الافتراضية، لتقديم دعم فوري للعملاء، مما يقلل من أوقات الانتظار ويحسن من جودة الخدمة. على سبيل المثال، قام بنك الكومنولث الأسترالي بتقليص وقت الانتظار في مراكز الاتصال بنسبة 40% باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أدى أيضًا إلى تقليل خسائر الاحتيال إلى النصف .
2. الكشف عن الاحتيال والوقاية منه
تعتمد المؤسسات المالية على أنظمة الذكاء الاصطناعي لمراقبة المعاملات وتحليلها في الوقت الفعلي، مما يساعد في الكشف المبكر عن الأنشطة الاحتيالية. هذه الأنظمة قادرة على تحديد الأنماط غير المعتادة وتنبيه الفرق المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة .
3. إدارة المخاطر وتحليل الائتمان
تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات العملاء وتقييم الجدارة الائتمانية بدقة أكبر. من خلال تحليل مجموعة واسعة من البيانات، بما في ذلك السلوك المالي وتاريخ المعاملات، يمكن للبنوك اتخاذ قرارات ائتمانية أكثر استنارة وسرعة .
4. التداول الآلي وتحسين الاستثمارات
تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في التداول الآلي، حيث تقوم بتحليل الأسواق وتنفيذ الصفقات بسرعة تفوق القدرات البشرية. على سبيل المثال، يستخدم بنك جي بي مورغان نظام “LOXM” للتداول عالي التردد، والذي يتكيف مع تقلبات السوق بشكل أسرع من المتداولين البشر .
5. التخصيص وتحسين تجربة العملاء
تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات مالية مخصصة لكل عميل، من خلال تحليل سلوكياتهم واحتياجاتهم المالية. هذا التخصيص يعزز من رضا العملاء ويزيد من ولائهم للمؤسسة المالية.
6. التحديات والاعتبارات الأخلاقية
رغم الفوائد العديدة، يواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي تحديات تتعلق بالخصوصية، الشفافية، والتحيز في الخوارزميات. من الضروري أن تلتزم المؤسسات المالية بالمعايير الأخلاقية وتضمن أن تكون أنظمتها عادلة وشفافة.
